من قصائد الدكتور جابر قميحة

 

شاعر وأديب مصري. ولد سنة 1934م في مدينة المنزلة بمحافظة الدقهلية بشمال دلتا النيل، بجمهورية مصر العربية، تخرج في كلية دار العلوم جامعة القاهرة، وحصل منها على درجة الدكتوراه في الأدب العربي، وقام بالتدريس في جامعات عين شمس، والجامعة الإسلامية العالمية بباكستان، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، قسم الدراسات الإسلامية والعربية، بالمملكة العربية السعودية، وهو عضو في رابطة الأدب الإسلامي، واتحاد كتاب مصر، وشارك في كثير من المؤتمرات العلمية، وله إنتاج أدبي وفكري واسع، توفي في نوفمبر 2012،

 اضغط لمراجعة ترجمته كاملة 

————-

 

الفرعون الطريد

يثور د. قميحة على اعتقال عدد من قيادات الإخوان وتقديمهم إلى المحاكمة العسكرية سنة 2006، وفي مقدمتهم م. خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان، فيقول:

أيها الظالمون في الأرض مهلاً

إن في الأرض والسما جبارا

فاتـقوا الله إن للهـول يـومًا

فيه من ظلمكم ستصلوْن نارا

يوم تبيض مـن تُقاها وجوهٌ

ووجوه تسود خِزيـا وعارا

لا تظنوا السـلطانَ يبقي لحيّ

خُلق الدهـرُ قلَّـبا.. دوارا

إن تَرَ اليومَ منـه أمنا وودا

فستلقـاهُ في غـدٍ …غدارا

فاتقوا اللهَ فـي العباد وإلا

سوف تغدون عبرة واعتبارا

وكـلمـات مـن القــلب

هـو الخالق البـارئُ القادرُ

بحسْبك يا” خيرت الشاطر

وحسْب الألى بايعـوا ربَّهم

وكلهمو صادق طاهــر

فصبرٌ جميلٌ هـو المستعانُ

ومَنْ يعصِهِ غَيّـهُ خاسر

وإلا فأيـن البغـاةُ الطغـاةُ

وإفـكهمو الساقط الجائر؟

وما بينهم غـيرُ لصٍّ نهومٍ

يسيِّـرهم آثـمٌ داعــر

عتيٍّ بـغيٍّ خسيـسٌ زنيـم

وفي درب شيـطانه سائر

كأنهمو وُكـٍّلوا بالخـراب

وظلمهمو ما لـه آخــر

لقد فاض طغيانهم في البلاد

وكلهمو في الهوى سـادر

ولو هنْتَ يا “شاطر” مـرة

لقالوا هوالماهـر النـادر

ولكن رأيناكَ حـرَّ الكـيان

وغـيرُك في إثـمه دائـر

ولو قد نهبتَ رصيدَ البنوك

لصاحوا” برافـو”أيا”شاطر”

فأين “الكنانـة” واحسرتاه

وتاريخهاالساطع النـاضر؟

فهل أصبحت عزبةً تستباح

توارثـها اللص والفاجر؟

لقد تاه من قدميها الطـريق

وليس لـنا منـقذ نـاصر

وصار المواطن عبدًا يباع

وفي السوق يجلده التاجـر

يـباعُ بسعر بخـيس حقير

ونخَّـاسُه ” مـالُهُ وافـر”

أيا “خيرت” الحقِّ لا لن تضام

وإنـك سيفُ هُدَى باتــر

وكيف تضام وأنـت الصَّمود

وقلـبك من ديننا عامـر؟

وكيف تضـام وأنـت الأبيّ

وأنت الأخ الذاكرالصابر ؟

لك الله يا خيرت الشاطر

فإنـك عملاقـها الآسـر

وما اعتقلوكم ؛ فأنتم أبـاةٌ

و”أمـنُهمو”عاجـزٌ قاصر

وقبلك كان عـصامٌ ومُرسِي

وكلـهمو شـامخٌ ظاهــر

فللحق قاموا، وللحق عاشوا

جنودا همو العاصف الهادر

رابط القصيدة الأصلي


 

 

دولة ظلمستان

يتحدث جابر قميحة  عن دولة “ظلمستان”، فيقول:

فرمان حرية الهتاف

اسم الدولة : ظلمُـستانْ

حاكمها الأعلى : بـَهمـان

هو الدستورُ

هو القانونُ

هو السلطانْ

وشعارالدولة : مشنقةٌ

تتدلى من خلف القضبانُ

وسجونٍ سودِ الجدرانْ

الناسُ جياعْ

والفقرُ الضاري في كل مكانْ

ونيوبُ الأمراض الشتَّى

تنهش نـهشا في الأبدانْ

 مملكة العدلستانْ

ـ وحاكمها سلطان عادلْ

يدعى ” تقوان ” السلطان ـ

موقعها شمال ظلمستان

مملكة السلطان بـهمان .

السلطان تقوان

 سلطان مملكة العدلستان 

محبوبُ الشعب … كل الشعبْ

أسعده أن يحكم شعبا

في دمِه حبُّ الحرية

أعطاه السلطان تقوان

الحرية في التفكيرْ

والحرية في التعبيرْ

كيف يشاء … وأنى شاءْ

————-

في رأس السنة العدلية

خرج الشعب إلى أوسع ميدانْ

هتفوا بالفم المليان :

يسقط .. يسقط السلطان

يسقط تقوان السلطان

يسقط ملك العدلستان

( والناسُ فعلوا ما فعلوا

  كي يختبروا جدية آمر السلطانْ

ثم انصرفوا لشئونهمو

بسلام ورضاء وأمان

ما اعترض طريقهمو سلطان

أو كرباج أو سجان ) .

————-

الشعبُ في ظلمستان

أصبح في حالةِ غليانْ

حتام يعيش مقهورا

في حكم السلطان بهمان

وولي العهد المغرور

هبَّاريار … ومن والاه ؟!!

ويدور الهمسُ الناقم في كتمان

فالشعب في ظلمستان   

يعلمُ … يشهدُ

ما تنقله الأخبار

عن حرية عدلستان

في حكم السلطان تقوان 

————-

البصاصون الأمنيونْ

نقلوا للسلطان بهمان

حال الشعب الناقم في غليان

إذ حُرموا حق هتافٍ

بسقوط السلطان

كالشأن هنالك في عدلستان

————-

السلطان بهمان

في منشور مكتوب

وُزع في شعب الظلمستان :

” يا شعبي

يا حبي … يا شعبي الغالي

نقلتْ لي شكواكمْ

وأنا معكم في شكواكم

وأنا أدعو كل الشعب 

بمساء الاثنين القادم

للحفل السنوي المعروفِ

بــ  ” يوم الزينة “

بمناسبة الذكرى

ذكرى الفرح … وذكرى السعدْ

ذكرى العيد … وفرح العيدْ

عيد زواجي بأميرتكم جُلستانْ

وسألقي في الحفل خطابا

أهديكم فيه هدية هذا العام

وستسعدكم في كل الأعوام “

————-

في يوم الزينة

كانت ساحة قصر السلطان بهمان

تسبح في الأنوارْ

وكأن الليل نهار

وازدحمت ساحة قصر السلطان

بألوفٍ … وألوف لا تحصى عدَّا

ووجوه الناس تفيض استبشارْ

في الشرفة ظهر السلطان بهمان

وبجانبه السلطانة جلستان

وولي العهد ابنهما هباريار

وجميع الناس معلقة الأبصار

بالشرفة ..حيث السلطان بهمان

تتحرق شوقا لسماع السلطان

فهو الواعد من قبل بهدية يوم الزينة

بدأ السلطان

 يلقي خطبته المنتظرة :

” يا شعبي الغالي

هذا يوم الزينة عيدي

بل عيدكم … وعيد الأجيال

يا شعبي الغالي

كم تعجبني مملكة العدلستان

كم يعجبني السلطان تقوان

إذ منح رعاياه الحرية …

كلَّ الحرية

في أن يهتف منهم من شاء

حتى في أكبر ميدان

بطمأنينة قلب … وأمان :

يسقط تقوان السلطان

يسقط تقوان السلطان   

ومن منطلق الإعجاب الهائل

بالسلطان تقوان

أصدرتُ الليلة فرَمان ْ

نص الفرمان :

نحن السلطان بهمان

سلطان دولة ظلمستان

أمنح شعبي الحرية

في أن يهتف في كل مكان

حتى أكبر ميدان :

يسقط تقوان السلطان

يسقط تقوان السلطان “

رابط القصيدة 

0
شارك برأيكx
()
x