اقرأ أيضاً

هل لديك عملاً أدبياً يوثق للثورة؟

سلهم في توثيق الثورة

اضغط لإرسال العمل الأدبي

ارسل مساهمتك

عرض لرواية عمرو خليل”المماليك الجدد”

 

ولد عمرو خليل سنة 1970، وتخرج في كلية التجارة جامعة القاهرة، وعمل موظفًا في جامعة القاهرة، ومن نتاجه: مجموعته القصصية: “دماء على البدلة الميري” سنة 2011، رواية المماليك الجدد سنة 2016 عن دار نشر تبارك، رواية  “توبة الحجاج” عن دار نشؤ البشير سنة 2018، فضلا عن كتابة سناريوهات بعض الأقلام، والمشاركة بالتمثيل في أدوار فنية صغيرة، ،

[/efn_note] عدة روايات وقصص تتناول أحداث الثورة وتحولات المجتمع المصري التي أفرزتها، منها روايته “المماليك الجدد”،اصدار دار الشروق”]

التي صور فيها حال شاب مصري من المهمشين (مجدي أو حشاد)، انتقل من عالم الجريمة والتشرد صبيًا إلى عالم الشهرة والنفوذ من خلال علاقاته بالنخبة الفاسدة في المجتمع زمن مبارك؛ من أهل الفن والمال والسلطة بأجهزتها الأمنية ومعاونيها من البلطجية، حتى تم تكليفه ضمن آخرين اختارهم نظام مبارك ليفضوا ثورة الشباب في ميدان التحرير، فيما عُرف بموقعة الجمل، وهناك تفتحت آفاقه على واقع جديد شكلته العصبة المؤمنة الثائرة، المضحية بأرواحها في سبيل غد أفضل لبلدهم، لكنه لم يستطع أن يتحرر من ثقل الأفكار السابقة وأسرها، فظل حانقًا على بلد صنعت منه كائنًا شائهًا، وحين سمع بعض الثوار يردد: نحن جميعًا فداء مصر؛ “رن اسم مصر في قلبه كأنه يسمعه لأول مرة منغمًا رقيقًا، لكنه لم يستجب لنغمه ورقته، فلفظه قلبه صارخًا: وأين كانت مصر عندما كنت أنام على الأرض، وأسف التراب، وأذوق الهوان من شعب مصر؟ كنت إنسانًا درجة ثالثة، أو حتى عاشرة، بل كثير من شعب مصر لم يرني إنسانًا، لهذا ما كان لي أن تكون مصر في حساباتي وأنا أتجه إلى القمة محققًا هدفي.. هدفي أنا فقط، وليفدِني كل شيء1

لم يستطع البلطجي ورجل الأعمال الفاسد أن يخرج من شرنقة الأفكار الآسنة الخاضعة للتشكل، ولم تطاوعه نفسه أن ينتمي إلى الثوار القائمين بالحق والدين، وتنتهي الرواية بتصارع حشاد مع “جمجم” الضابط في الأجهزة السيادية ورجل الأعمال الفاسد، وانتهى عراكهما بالسقوط في نهر النيل.. ليموت الفساد المستظهر بالقوة (جمجم) والفساد القادم من قاع المجتمع، المستأجَر للبلطجة والقهر معًا، مما يشكل أملاً في المستقبل.

 

ب- شافية معروف في روايتها “دنيا بلا جدران”:

تناولت الكاتبة شافية معروف(2 في روايتها “دنيا بلا جدران” جانبًا من أوضاع المجتمع المصري إبان الثورة، والأحداث التي تلتها من انتخاب أول رئيس مدني، إلى تآمر الدولة العميقة، وسعيها للانقلاب عليه، تكشف فيها عن استغلال النخبة الفاسدة قاع المجتمع المصري لدفعه بالمال والقهر إلى صناعة الثورة المضادة، من خلال شخصية “بخيتة” الفتاة الفقيرة من قرية بصعيد مصر التي أتيح لها الزواج من شاب قاهري تمني النفس بالنقلة معه إلى أعلى، لكنها تجد نفسها من سكان القبور، “وكما بنت قصور الحلم في المسافة ما بين قريتها والقاهرة ، كان عليها أن تدفنه في حوش المقبرة “، ثم قُتل زوجها، ونُهب مبلغ المال الذي ادخره لشراء عرفة فول مدمس يرتزق منها، فطردت من “حوش” المقبرة، لتنتقل إلى سكنى الشوارع والتسول، ويألف ولداها وبنتها حياة التشرد والبؤس والانحراف، وتحمل ابنتها سفاحًا بعد أن كثر بياتها في أقسام الشرطة، وتبيع ثمرتها الحرام عن طريق جمعية كنسية. واعتادت “بخيتة” وأولادها الإقامة على الرصيف لبيع الشاي، وقضاء الليالي في أقسام الشرطة إثر حملاتها ضد الباعة الجائلين والمتسولين، حتى انفتحت أمامها أبواب الرزق مع قيام ثورة يناير، فنقلت “نصبة” الشاي إلى ميدان الحرية، وجندت أولادها وأصدقاءهم لمساعدتها في بيعه لحشود الميدان.

ثم تلقفتها أيدي الثورة المضادة، تستجلب هؤلاء المهمَّشين والمسحوقين والمجرمين، ليكونوا وقودًا لحرب الشرعية السياسية والرئيس المدني، وتبديد أحلام الثوار بمستقبل يُنهض البلاد من قاع الفقر والفساد، فيحتلون ميدان الحرية والتحرير،  وتعبر الكاتبة عن ذلك بقولها: “أصبح يجتمع في الميدان الأغنياء ليتآمروا لقتل الفقراء ، بأيدي فقراء مثلهم، إنقاذاً لرقاب الأغنياء الفسدة من أن تقطعها سيوف الحرية، وكأنما قدرُ الفقراءِ دائماً أن يكونوا وقودًا للثورة ، ووقودًا للثورةِ على الثورةِ “!.

ولا تنس الكاتبة أن تشير إلى دور الكنيسة في صنع الثورة المضادة، من خلال المال والمؤسسات الاجتماعية التي تديرها أمثال “جيجي هانم”، والقيادة السياسية المقيمة في الميدان تخطط من وراء ستار.

وسرعان ما تنتقل “بخيتة” من وهدة السلم الاجتماعي لتصبح من البارزات في الميدان مع أولادها، وتصبح ابنتها “دينا” من قيادات الثوار الجدد، ويتقاسم ابناها مع أختهم الظهور الإعلامي، والثروة الهابطة ممن ينفقون أموالهم بسخاء، أملاً في استعادتها بسخاء أكبر، وينتهي بها الأمر إلى أن يتقدم الناشط السياسي “أحمد فودة” – القيادة البارزة في حركة “تمرد” التي صُنعت للإطاحة بالحلم الثوري والرئيس المنتخب- لخطبة ابنتها “دنيا عز الرجال3، وهو شاب يبدو عليه الثراء المفاجئ، فلما تسأله عن عمله يقول: “ناشط سياسي ، وكل الدنيا عارفاني وبطلع في التلفزيون كل يوم ، وربنا رازقني، وعندي عربية وشقة وحساب في البنك، ومستورة والحمد لله” .ويحظى حفل زفافه بعناية أجهزة الإعلام، فيسابق إليه مراسلو الفضائيات والصحف، والساسة المعارضون من رموز “جبهة المنقذين”، وجمع من رفاق الثائرين العروسين، ويرقص أحدهم رقصة محمومة وهو يطلق الرصاص ابتهاجًا، فتصيب إحدى الرصاصات شقيق العروس، عوض عز الرجال، حيث “سقط تحت أقدام العروسين مضرجاً في دمائه . تقطع القنوات الفضائية إرسالها ، معلنة في خبرٍ عاجل عن تعرض حفل زفاف الناشط السياسي المعارض أحمد فودة ، لهجوم مسلح يقوده أحد مؤيدي الرئيس ، مما أسفر عن استشهاد الناشط السياسي الثائر عوض عز العرب ….!!يتحول الحفل إلى مأتم , يتبادل فيه النشطاء السياسيين إلقاء الكلمات النارية , بينما تعقد جبهة المنقذين مؤتمراً صحفيًا , تؤكد فيه عزمها وتصميمها على القصاص للشهيد عوض من الرئيس ومن يؤيده .ينتقل الثوار والنشطاء السياسيين بجثة عوض عز العرب إلى ميدان التحرير،  وفى الميدان قام الشيخ “ميمي” بتغسيله وتكفينه،  ثم صلى عليه الثوار ركعتين ركوعًا وسجودًا ثم طافوا بجثته أرجاء الميدان للمرة العاشرة , هاتفين بسقوط الرئيس وأي رئيس”!4

وتحاول الرواية -بالرغم من المباشرة والإسقاط السياسي الواضح- أن تقدم صورة لذلك الدجل السياسي الذي ابتليت به مصر في ذلك الوقت، حيث تتم صناعة الأحداث وتوجيهها لتحقيق سيناريو معد سلفًا.

  1. رواية المماليك الجدد ص 337، دار مشاعر غالية للنشر الإليكتروني، ديسمبر 2016

  2. أ. شافية معروف ولدت بدمياط عام 1953م ، خريجة المعهد العالي للتمريض، صدر لها عام 2007 م كتاب (هذا نبينا) ردا على إساءة بعض الدول الغربية للنبي الأعظم ﷺ، ثم اتجهت إلى الكتابات الأدبية فصدر لها في 2013 مجموعة قصصية بعنوان (آن له أن يبوح) ثم رواية (دنيا بلا جدران) عام 2014 ثم ديوان عامية بعنوان (صرخات هامسة) سنة 2016. وهي والدة المخرج الفنان عز الدين دويدار.
  3. هنا يتضح الإسقاط السياسي على الناشط أحمد دومة وزوجته نورهان حفظي، وقد حضر حفل زفافهما لفيف من قيادات الثورة المضادة المعارضين للإخوان ولحكم الرئيس محمد مرسي.
  4. صفحة الأديبة شافية معروف على الفيسبوك، بتاريخ 22 سبتمبر 2016، على الرابط: https://www.facebook.com/ShafiaMarouf/?locale=ar_AR
0
شارك برأيكx
()
x