تعد رواية” رجل أمن دولة “ التي صدرت عام 2009 عن دار شروق، لأحمد السعيد مراد جامعة لكثير من الخيوط التي تضافرت لتشكل ثوب ثورة يناير الكبير؛ بتناولها السيطرة الأمنية على الحراك السياسي ومقاومته. وبعد أن صدرت الرواية وحققت نجاحًا كبيرًا اصطدمت بمقصلة الرقابة فمنعت طباعتها ونشرها إلى يومنا هذا !
كتب مراد في روايته ” رجل أمن دولة: “ولكن إدراكه بأن الفساد قد سرى وانتشر كسرطان شرس لا تلاحقه الأدوية؛ دهمه يقين أن الرجل ما دام من قادة الحزب الوطني فقد ضمن البراءة العاجلة ولن يمسه أدنى عقاب! ولو كان شريفًا يعمل حقًا لرفعة بلده بلا تلاعب ولا رشاوٍ أو تزوير وفساد؛ للاحقته المحاكم العسكرية لتحبسه في السجن بضع سنين!
الحل الآن أن تكون فاسدا كي يرضى عنك الفاسدون، الحل أن يموت ضميرك؛ فيعلو شانك !”
ويقول في موطن آخر ليعري الواقع الأمني والسياسي المظلم في تلك الفترة من خلال مشهد لطالب من التيار الاسلامي اعتقله ضابط أمن الدولة : “مد يده وأمسك بتلابيب عمرو، وعيناه تقذفان بشرر محموم ؛ وقال في تهدج: لقد تلاعبت في المنطقة الخطأ يا فتي، لو ظننت رغبتي في نيل الشريحة التي معك حقا فأنت مخطئ، بعد ربع الساعة فقط ستكون أختك هنا، سيغتصبها أحقر جندي عندنا في أمن الدولة أمام عينيك، سيتم تصوير ذلك أيضًا، فيلم رائع سينتشر بأسرع من البرق بين الطلبة الجامعة وعلى شبكة الانترنت.
لم يتوقف ارتعاد عمرو بكل كيانه، يعلم بأنه وسط أتون مشتعل، شاكر في حالته الطبيعية وحش كاسر، فما بالك لو أثير غضبه؟ “
